تلقى يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
سؤالا مفاده: ما حكم الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من المناسبات
الإسلامية مثل مقدم العام الهجري وذكرى الإسراء والمعراج.
وردا على ذلك، القرضاوي:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
…
هناك من المسلمين من يعتبرون أي احتفاء أو أي اهتمام أو أي
حديث بالذكريات الإسلامية، أو بالهجرة النبوية، أو بالإسراء والمعراج، أو بمولد الرسول
صلى الله عليه وسلم، أو بغزوة بدر الكبرى، أو بفتح مكة، أو بأي حدث من أحداث سيرة محمد
صلى الله عليه وسلم، أو أي حديث عن هذه الموضوعات يعتبرونه بدعة في الدين، وكل بدعة
ضلالة وكل ضلالة في النار، وهذا ليس بصحيح على إطلاقه، إنما الذي ننكره في هذه الأشياء
الاحتفالات التي تخالطها المنكرات، وتخالطها مخالفات شرعية وأشياء ما أنزل الله بها
من سلطان، كما يحدث في بعض البلاد في المولد النبوي وفي الموالد التي يقيمونها للأولياء
والصالحين، ولكن إذا انتهزنا هذه الفرصة للتذكير بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وبشخصية هذا النبي العظيم، وبرسالته العامة الخالدة التي جعلها الله رحمة للعالمين،
فأي بدعة في هذا وأية ضلالة ؟!..
الي أن قال القرضاوي..
ذكر النعمة مطلوب إذن، نتذكر نعم الله في هذا، ونذكر المسلمين
بهذه الأحداث وما فيها من عبر وما يستخلص منها من دروس، أيعاب هذا ؟ أيكون هذا بدعة
وضلالة…
الفتوي في موقعه !!!!!!!!!!!
هذة فتوي القرضاوي هداه الله
أمام السنة بن باز غفر الله له
هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا بالمولد النبوي ؟
هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا في المسجد ليتذكروا السيرة النبوية
الشريفة في ليلة 12 ربيع الأول بمناسبة المولد النبوي الشريف بدون أن يعطلوا نهاره
كالعيد ؟ واختلفنا فيه ، قيل بدعة حسنة ، وقيل بدعة غير حسنة ؟
ليس للمسلمين أن يقيموا احتفالا بمولد النبي صلى الله عليه
وسلم في ليلة 12 ربيع الأول ولا في غيرها ، كما أنه ليس لهم أن يقيموا أي احتفال بمولد
غيره عليه الصلاة والسلام . لأن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين؛ لأن
النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده في حياته صلى الله عليه وسلم وهو المبلغ
للدين والمشرع للشرائع عن ربه سبحانه ولا أمر بذلك ولم يفعله خلفاؤه الراشدون ولا أصحابه
جميعا ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة . فعلم أنه بدعة وقد قال صلى الله
عليه وسلم : ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) متفق على صحته ، وفي رواية
لمسلم وعلقها البخاري جازما بها(( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ))
والاحتفال بالموالد ليس عليه أمر النبي صلى الله عليه وسلم
بل هو مما أحدثه الناس في دينه في القرون المتأخرة فيكون مردودا ، وكان عليه الصلاة
والسلام يقول في خطبته يوم الجمعة ((أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي
هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)) رواه مسلم في صحيحه
وأخرجه النسائي بإسناد جيد وزاد ((وكل ضلالة في النار)) ويغني عن الاحتفال بمولده تدريس
الأخبار المتعلقة بالمولد ضمن الدروس التي تتعلق بسيرته عليه الصلاة والسلام وتاريخ
حياته في الجاهلية والإسلام في المدارس والمساجد وغير ذلك ، من غير حاجة إلى إحداث
احتفال لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يقم عليه دليل شرعي . والله
المستعان ونسأل الله لجميع المسلمين الهداية والتوفيق للاكتفاء بالسنة والحذر من البدعة
.
كتاب الدعوة ج1 ص 240 - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء
الرابع
ــــــــــــــ
العلامة صالح الفوزان ـ سلمه الرحمن.
ما الحكم في الموالد التي ابتدعت في ذكرى مولد الرسول صلى
الله عليه وسلم والتي يدعي من يقوم بها ويحييها من الناس أنك إذا أنكرت ذلك أو لم تشاركهم
فيه؛ فلست بمحبٍّ للنبي صلى الله عليه وسلم، ولأن في المولد الصلاة على النبي والمدائح؛
فأنت بفعلك هذا معارض للصلاة وكاره للنبي؟
الموالد هي من البدع المُحدَثة في الدين، والبدع مرفوضة ومردودة
على أصحابها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛
فهوَ رَدّ) [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (3/167) من حديث
عائشة رضي الله عنها.].
والرسول صلى الله عليه وسلم لم يشرع لأمته إحياء الموالد
لا في مولده صلى الله عليه وسلم ولا في مولد غيره، ولم يكن الصحابة يعملون هذه الموالد
ولا التابعون لهم بإحسان ولم يكن في القرون المفضَّلة شيء من هذا، وإنما حدث هذا على
أيدي الفاطميين الذين جلبوا هذه البدع والخرافات ودسوها على المسلمين، وتابعهم على
ذلك بعض الملوك عن جهل وتقليد، حتى فشت في الناس وكثُرت، وظن الجُهَّال أنها من الدين
وأنها عبادة، وهي في الحقيقة بدعة مضلّلة وتؤثِم أصحابها إثمًا كبيرًا، هذا إذا كانت
مقتصرة على الاحتفال والذكر كما يقولون، أما إذا شملت على شيء من الشرك ونداء الرسول
( والاستغاثة به كما هو الواقع في كثير منها؛ فإنها تتجاوز كونها بدعة إلى كونها
تجر إلى الشرك الأكبر والعياذ بالله، وكذلك ما يخالطها من فعل المحرَّمات كالرقص والغناء،
وقد يكون فيها شيء من الآلات المُطرِبَة، وقد يكون فيها اختلاط بين الرجال والنساء...
إلى غير ذلك من المفاسد؛ فهي بدعة ومحفوفة بمفاسد ومنكرات.
وهذا الذي يريده أعداء الدين؛ يريدون أن يُفسدوا على المسلمين
دينهم بهذه البدع وما يصاحبها من هذه المنكرات، حتى ينشغلوا بها عن السنة وعن الواجبات.
فهذه الموالد لا أصل لها في دين الإسلام، وهي مُحدَثَة وضلالة،
وهي مباءة أيضًا لأعمال شركية وأعمال محرمة كما هو الواقع.
وأما محبة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فمحبته عليه الصّلاة
والسَّلام فرض على كل مسلم أن يحبه أحب مما يحب نفسه وأحب من ولده ووالديه والناس أجمعين
عليه الصلاة والسلام.
ولكن ليس دليل محبته إحداث الموالد والبدع التي نهى عنها
عليه الصلاة والسلام، بل دليل محبته اتباعه عليه الصلاة والسلام والعمل بما جاء به؛
كما قال الله سبحانه وتعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: 31.]؛ فدليل
المحبة هو الاتباع والاقتداء وتطبيق سنته عليه الصلاة والسلام وترك ما نهى عنه وحذّر
منه، وقد حذّر من البدع والخرافات، وحذّر من الشرك وحذّر من وسائل الشرك؛ فالذي يعمل
هذه الأشياء لا يكون محبًّا للرسول صلى الله عليه وسلم، ولو ادعى ذلك؛ لأنه لو كان
محبًّا له؛ لتبعه؛ فهذه مخالفات وليست اتباعًا للرسول صلى الله عليه وسلم، والمحب يطيع
محبوبه ويتبع محبوبه ولا يخالفه.
فمحبته صلى الله عليه وسلم تقتضي من الناس أن يتَّبعوه، وأن
يقدِّموا سنته على كل شيء، وأن يعملوا بسنته، وأن يُنهى عن كل ما نهى عنه صلى الله
عليه وسلم. هذه هي المحبة الصحيحة، وهذا هو دليلها.
أما الذي يدَّعي محبته عليه الصلاة والسلام، ويخالف أمره؛
فيعصي ما أمر به، ويفعل ما نهى عنه، ويحدث البدع من الموالد وغيرها، ويقول: هذه محبة
الرسول صلى الله عليه وسلم! هذا كاذب في دعواه ومُضلِّل يريد أن يُضلِّل الناس والعوام
بهذه الدعوة.
ومن حقه صلى الله عليه وسلم علينا بعد اتباعه الصلاةُ والسلام
عليه؛ فهي مشروعة، وتجب في بعض الأحيان وفي بعض الأحوال؛ لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ
وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا
عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56.]، فنصلي عليه في الأحوال
التي شرع الله ورسوله الصلاة عليه فيها.
وأما البدع والمنكرات؛ فهذه ليست محلاً للصلاة على الرسول
صلى الله عليه وسلم! كيف يصلي عليه؛ وهو يخالف أمره، ويعصي نهيه، ويرتكب ما حرَّمه
الله ورسوله؟! كيف يصلي عليه؛ وهو يحدث الموالد والبدع، ويترك السنة، بل ويُضَيِّع
الفرائض؟!
المنتقي الجزاء الاول
ــــــــــ
اسأل من الله التوفيق والسداد
أخوكم كثير الذنوب والمعاصي
أبو السنابل الليبي
ــــــــــــــــــــــــ
تعليق الشيخ أسامة العتيبي علي المقال اليوم في البيضاء
أولاً: جزى الله الأخ أبا السنابل خيراً على مقاله حيث بين
فيه باقعة من بواقع القرضاوي، ومدى مخالفته لأهل السنة.
ثانياً: التحذير من أعيان أهل البدع، ومن بواقعهم من منهج
السلف الصالح، ومما بين للناس ضلال أهل الهوى، ومما يحرض على تركهم والابتعاد عنهم.
ثالثاً: القرضاوي نصحه كثير من العلماء في قضايا أعظم ومع
ذلك أصر واستكبر وما زال على مسلكه، ورد عليه علماء أفاضل وكتبت في الردود عليه كتابات
قوية ومع ذلك ما زال مصراً معانداً مستمراً في غيه وضلاله.
رابعاً: بعض الناس من العامة أو من كان متعصباً لا يفيد معه
-عادة- هذا الأسلوب، ولكن يفيد الأعم الأغلب من المسلمين فنفع الأكثر أولى .
فبدل أن نحرص على عواطف بعض الناس، ونظن أن هذا الأسلوب ينفرهم
فلنحرص على نقاء الإسلام، وصفاء شريعته من تدنيس أهل الأهواء والبدع، ولنحرص على عموم
المسلمين بتحذيرهم من ضلال القرضاوي وأشباهه {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن
بينة}.
وهذه القضية يغفل عنها كثير من الناس بل بعض طلبة العلم حيث
يراعون جانب القليل من الناس، ويغفلون عن المصلحة التي تحصل لكثير من الناس بمثل هذا
البيان، وأغلا من ذلك وأرفع إبقاء الدين الصافي ورفع راياته ودحض البدع، والحرص على
إزالة الكدر.
وأنبه إلى أن القضية لن تتوقف عند القرضاوي بل ستتعداه إلى
سيد قطب وأشباهه بل ستتعداه إلى ذكر فرق الضلال والانحراف بل ستتعداه إلى ذكر اليهود
والنصارى والمجوس!!!!
فقد سمعت من ينكر وصف اليهود والنصارى بأنهم كفار!! لأن هذا
ينفرهم عن دين الإسلام!!
وهكذا لا تقف البدعة ولا تترك صاحبها حتى توصله إلى الكفر
إن لم يعصمه الله من الكفر.
خامساً: على طالب العلم أن يحسن ظنه بإخوانه، وأن لا يظن
في ردودهم على أهل الأهواء كالقرضاوي أنهم يجعلون ذلك في كل مجلس وفي كل وقت، ومن رأى
من أخيه هذا المسلك فليناصحه أما التعليق بهذا تحت موضوع فيه رد على مبتدع مما لا وجه
له، لأنه يسبب إشكالاً عند بعض الناس، وقد يظن السوء بكاتب المقال ..
ولو أن طالب علم كتب مقالاً في آداب الرد وذكر هذا الأمر
فلا بأس بذلك إن شاء الله.
سادساً: لا يكفي الدعاء على أهل البدع عموماً، ولا التحذير
من المبتدعة عموماً، لأن هذا غير كافٍ، وكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهج
السلف الصالح على خلاف ذلك.
ألا ترى أن جميع الطوائف البدعية المنتسبة إلى الإسلام تحذر
من البدع والمبتدعة! مع أنهم مبتدعة ضلال!
فلا بد من تسمية أهل البدع، وطوائف المبتدعة ليحذرهم الناس،
وهذا راجع إلى المصلحة الشرعية، ولكن مقام مقال.
فعلينا باتباع منهج السلف في التحذير من أهل البدع والانحراف،
وكذلك النظر في المصالح والمفاسد حسب أحوال المردود عليهم، وكذلك النظر في كون النصيحة
سراً أوعلناً..
مع التيقن أن القرضاوي من رؤوس أهل البدع والضلال، وممن انتشر
بلاؤه في الأمة، وممن عرف بعناده واستهتاره بالناصحين.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق