إن نعم الله علينا في هذا البلد الكريم لا تعد ولا تحصى ،
وأجلها تحكيم الشريعة ونصر السنة ، ورفع راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والأمن
الوارف ثم التشرف بخدمة الحرمين الشريفين ووفودهما من أقطار الأرض ، وما أغدق الله
به عليها من خزائن الأرض إلى غير ذلك مما لا يمكن عده ولا حصره .
هذه النعم أقلقت قلوب الحاسدين فلم يسكن لها عرق ولم ينطفئ
لها ضغن ، ولم يبرد لها حقد فلا زالت تقدر وتدبر وتحيك المؤامرات من أجل زعزعة الأمن
وتقسيم البلاد ونشر البدعة والقضاء على السنة .
تحاول وتحاول من أجل رفع راية الرفض وسب الصحابة وإقامة المشاهد
الوثنية في مكة والمدينة وغيرها بعد أن طهرها الله من مظاهر الشرك في هذه الأزمان الأخيرة
بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومناصرة الأسرة السعودية له ولدعوته السلفية .
ومن آخر ما دبروه إثارة الفتنة " الحوثية " لتنفيذ
شيء من تلك المؤامرات فما زالوا في أرض اليمن منذ سنوات يتمردون على النظام ، ويسفكون
الدم الحرام ، ويشيعون الفتنة ثم تمادوا فانتهكوا حدود بلادنا وقتلوا بعض رجالنا فعلوا
كل ذلك عدوانًا وظلمًا وخيانةً ولؤمًا .
وحين وصل الحال إلى هذه الغاية هبت جنود التوحيد وأسود السنة
بأمر خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لدحر البغي والعدوان ، وقطع دابر الفتنة
والفساد والحفاظ على ثغور ومقدّرات البلاد .
وهاهم علماء السنة في مشارق الأرض ومغاربها ، وأهل العقل
والوعي والنصح يؤيدون دولتنا فيما قامت به ويشدون أزرها واضعين نصب أعينهم ميزان العدل
والحق ومقدرين مسؤولية الكلمة وثقل الأمانة .
إخوة الإسلام : إنه لا يتعاطف مع قوى الفتنة والفساد والمؤامرات
إلا من في قلبه مرض ممن يدين بدينهم ويعتقد عقيدتهم ، أو من سخر نفسه لخدمتهم مقابل
ما يقبضه منهم من منفعة مادية أو معنوية ، أو من اشترك معهم في عداوة هذا البلد وعقيدته
فلا التفات إلى بياناتهم ولا عبرة بها . وما الاعتبار بمن يدعو المدافع عن نفسه الذاب
عن حرماته إلى الكف عمن اعتدى عليه ثم لا يدين الظالم بشيء بل يغض الطرف عنه بل يصوره
في صورة المظلوم البريء .
فلا تلبس على بعضكم مثل هذه البيانات التي تنعق بها بعض الحركات
المشبوهة .
وإن ما يقوم به رجالنا من مواجهة المعتدين هو جهاد في سبيل
الله إذ هو دفاع عن النفس وذب عن الديار وحماية للثغور وصد للعقائد الفاسدة أن تدنس
شبرًا من أراضي هذه البلاد المباركة ، وقطع للطريق عليها أن تبلغ مرادها وأن تنشر فسادها
.
فالله نسأل أن يكتب لقادتنا ورجالنا أجور المجاهدين في سبيله
، وأن يتقبل من قتل من رجالنا في الشهداء ، وأن يرفع درجاتهم في عليين ، وأن يخلفهم
في أهلهم وذرياتهم برحمته ولطفه إنه رؤوف رحيم .
وأن يرد المفقودين سالمين آمنين ، وأن يمن على من أصيب منهم
بالشفاء العاجل والأجر والمثوبة .
ونسأله - سبحانه - أن يلطف بالذين اضطروا إلى الخروج من بيوتهم
، وأن ييسر أمورهم ، وأن يجزي الدولة خير الجزاء على ما تقوم به من رعايتهم والتخفيف
عنهم حتى تنجلي المحنة وتنطفئ الفتنة إنه سميع الدعاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق