السبت، 2 فبراير 2013

خيانة جماعة الإخوان المسلمين للأمّة الإسلامية بتأييدهم وثنائهم على الشيعة الإمامية الإثني عشرية




قال سالم البهنساوي في كتابه السنة المفترى عليها ص57 :
(منذ أن تكونت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية التي ساهم فيه الإمـام البنا والإمام القمي والتعاون قائم بين الإخـوان المسلمين والشيعة) اهـ


(قام الإمام الشهيد حسن البنا بجهد ضخم على هذا الطريق يؤكد ذلك ما يرويه الدكتور إسحاق موسى الحسيني في كتابه ( الإخوان المسلمون ..كبرى الحركات الإسلامية الحديثة ) من أن بعض الطلاب الشيعة الذين كانوا يدرسون في مصر قد انضموا إلى جماعة الإخوان.


ومن المعروف أن صفوف الإخوان المسلمين في العراق كانت تضم الكثير من الشيعة الإمامية الإثنى عشرية وعندما زار نواب صفوي سوريا وقابل الدكتور مصطفى السباعي المراقب العام للإخوان المسلمين اشتكى إليه الأخير أن بعض شباب الشيعة ينضمون إلى الحركات العلمانية والقومية فصعد نواب إلى أحد المنابر وقال أمام حشد من الشبان الشيعة والسنة : "من أراد أن يكون جعفرياً حقيقياً فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين "ولكن من هو نواب صفوي؟ زعيم منظمة (فدائيان إسلام الإسلامية الشيعية)
د. عز الدين إبراهيم : كتاب موقف علماء المسلمين من الشيعة والثورة الإسلامية ص 8 .




أبو عبد الله غريب الأثري الجزائري.
11 ربيع الثاني /1430 هـ



المقدّمة:



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هداه وبعد:


إنّ الذي بين يديك أخي القارئ الكريم دلائل ساطعات وبراهين نيرات على تعاطف جماعة الإخوان المُسلمين مع أعداء الإسلام والمسلمين الشيعة الإمامية الإثني عشرية الروافض المجوس الذين اتّفقت كلمة علماء الإسلام على ذمّهم وتكفيرهم وإخراجهم عن دائرة المُسلمين.

قد يقول قائل: لعلّ حال الروافض المجوس قد خفي على مُنظري ومُؤسسي وزُعماء الإخوان المُسلمين فلماذا تُشنّعون عليهم وتُشهّرون بهم ولا تعتبروا ما صدر منهم اجتهادا وخطأً نسأل الله أن يغفره لهم- !!

فنقول لهذا القائل: إنّ جماعة بحجم تلك الجماعة تبقى السنين ذوات العدد ولا يُدركُ مُنظّروها في أيّ جبهة يقفون ومع أيّ صفّ يقاتلون وتحت أيّ راية يعملون ولا يميّزون العدوّ من الصديق ولا القاتل من القتيل ثمّ تزعم أنّها هي جماعة المسلمين وأنّ من تأخّر عن اللحاق بصفوفها في عداد الجاهليين (!) لهي جماعة حقيق بنا أن نفضحها وأن نفضح رؤوسها ونزلزل أركانها ونهدّ صروحها ونحطّم أسوارها غضباً لدين الله جلّ جلاله وإعلاءً لراية جهاد أهل البدع والأهواء وترسيخا لعقيدة الولاء والبراء في نفوس الأمّة.

ثمّ قد يقول قائل: لعلّ ما ستنقله عن أقطاب جماعة الإخوان المُسلمين قديما قد مضى وانقضى والواجب النّظر في الجماعة على ما صارت عليه اليوم فإنّ مُنظّريها اليوم ليسوا كمنظّريها بالأمس !

فأقول لقائل مثل هذا الكلام .. سامحك الله .. وإلا فحال الجماعة اليوم أرذل من حالها بالأمس .. وضررها على العوامّ اليوم أخطر وأعظم بكثير من خطرها بالأمس .

ذلك أنّ دُعاة هذه الجماعة السياسية باطنا الإسلامية زعموا- ظاهراو رؤوسها ونزلزل أركاها ونهدّ أن نفأنّ من تأخّر عن اللحاق بصفوفها ّزون بين قد دخلوا اليوم بيت كلّ مسلم تقريباً ..
فإن لم يدخلوا عن طريق الفضائيات الحريُّ بها أن تُسمّى بالفضائحيات (!!) كقناة إقرأ الصوفية أو قناة الرسالة (ابتداع وضلالة) الصوفية الإخوانجية أو قناة النّاس الإخوانجية أو قناة الرحمة التكفيرية الإخوانجية القطبية أو قناة الحكمة القطبية أو قناة المجد الإخوانجية وغيرها من القنوات والفضائحيات. فإن لم يكونوا قد دخلوا عن طريق هذه الوسائل العصرية فقد دخلوا عن طريق الجرائد اليومية و الأسبوعية والشهرية !! ولستُ أستثني في بلادنا الجزائر أيّ جريدة من الجرائد فكلّهنّ في مواجهة السنّة ونشر البدعة الإخوانية سواء !!



فصل

الباعث على الكتابة في هذا الموضوع



وليس يبعدُ عنك أخي القارئ المسرحية التي عُرضت في لبنان وكان من أبطالها الرافضي حسن نصر اللات المعروف بخوميني العرب ! وأنتجها الفرس بقيادة أحمدي نجاد ! وأخرجها اليهود بإشراف إيهود باراك !!

لا يبعد عنك ما وقع في تلك المسرحية من قلب للحقائق وتدليس وتلبيس على الأمّة الإسلامية قاطبة.

ففي الوقت الذي حذّر أئمّتنا وفقهاؤنا ومشايخنا من تلك الفتنة ومن رأسها (خميني العرب) وأنّ هذا الأخير لا يعمل إلا لبسط أيدي الأخطبوط الشيعي في المنطقة تحت ستار المُقاومة (!!) في هذا الوقت خرج علينا مُرشد الجماعة إلى الضلال الحالي مهدي عاكف وفي قناة رافضية المُسمّاة بقناة المنار خرج علينا هذا الشيء ليقول إنّه يجب على المُسلمين أن يؤازروا إخوانهم (!) الشيعة وأن ينصروا القائد البطل (!) حسن نصر اللات وحزبه البطل (!) حزب الشيطان !!

فصل

تأييد الإخوان لحزب الشيطان


جاء في المقال المنشور في موقع الإخوان المسلمين الرسمي على شبكة الانترنت العالمية بقلم محمد أبوداوود من القاهرة بتاريخ الجمعة, 28-يوليو-2006 ما نصّه:


(رفضت جماعة الإخوان المسلمين بمصر فتاوى أصدرها رجال دين سعوديون تحرم مساندة حزب الله اللبناني في حربه مع "إسرائيل"، وأشار بيان للجماعة المحظورة قانوناً صدر - الأربعاء - بشكل مبهم إلى الفتاوى السعودية قائلا إنّ هناك من يحاول " إحياء فتنة قديمة وخلافات سبق أن أنهكت عقل الأمة وجسدها وأجمع العقلاء على تجاوزها".


وأضاف البيان: الإخوان المسلمون يحددون رؤيتهم من هذه المواقف المخزية بالقول: إن المقاومة ضد الاحتلال فريضة واجبه، فرضها الإسلام وحق مشروع، مشيراً إلى أن بعض الحكومات تحاول أن تبرر موقفها المتخاذل والمتخلي عن نصرة المقاومة، بل والداعم للعدوان الصهيوني والأمريكي بأن تثير قضايا فرعية بإثارة خلافات بين السنة والشيعة لتبرير التخاذل لدولهم.

وجاء في فتوى أصدرها الشيخ عبد الله بن جبرين وهو داعية وهّابي (لا يجوز نصرة هذا الحزب الرافضي ولا يجوز الانضواء تحت إمرتهم ولا يجوز الدعاء لهم بالنصر والتمكين. ونصيحتنا لأهل السنة أن يتبرأوا منهم وأن يخذلوا من ينضموا إليهم وأن يبينوا عداوتهم للإسلام والمسلمين وضررهم قديماً وحديثاً على أهل السنة ، فان الرافضة دائما يضمرون العداء لأهل السنة ويحاولون بقدر الاستطاعة إظهار عيوب أهل السنة والطعن فيهم والمكر بهم وإذا كان كذلك فإنّ كل من والاهم دخل في حكمهم لقول الله تعالى (ومن يتولهم منكم فإنّه منهم).

وقال مهدي عاكف - المرشد العام الإخوان المسلمين- في تصريحات صحفية:
(إن أبسط هذه الدعاوى هو أن نسأل من أفتوا بهذه الفتاوى الباطلة: ماذا فعلتم أنتم؟! وأين دوركم تجاه المذابح ونصرة الضعفاء والمسلمين في لبنان وفلسطين؟!، مشيراً إلى أن المقصود بهذا البيان هو مواجهة كل المتخاذلين، ومن يقفون بجانب "إسرائيل" ويتعاونون معها، سواء بالفتوى أو الدعم الصامت والمباشر).



وقال محمد حبيب - نائب المرشد العام للجماعة: (هذه الفتوى في الواقع ليس هذا أوانها وليس هذا وقتها وظرفها.
وتصور هذه الفتوى أن هناك خطراً شيعياً يتهدد المنطقة وتدخل الفرقاء على مستوى العالم العربي والإسلامي في اختلاف في وجهات النظر في الوقت الذي يعتبر هذا "القتال" يتطلب موقفاً سياسياً.
أما ما يتكلمون فيه فهو موقف فكري يمكن أن نناقشه بعد أن تهدأ الحرب).

وأضاف حبيب: (هذه المقاومة لا تزعم أنها تدافع عن الشيعة بقدر ما هي مقاومة وطنية وأنها تدافع عن لبنان - ولبنان فقط - وتعتبر حائط الصد وخط الدفاع الأول في مواجهة المشروع الصهيو- أمريكي الذي يستهدف نشر الفوضى في المنطقة وإعادة رسم خريطتها لحساب العدو الصهيوني). انتهى بحروفه.





فصل

ما بُني على باطل فهو باطل.. الإخوان وعلاقتهم باليهود والنّصارى



فتحذير الأمّة من ضلال الشيعة وكفرهم يُعدُّ إحياءاًلفتنة قديمة وخلافات سبق أن أنهكت عقل الأمة وجسدها وأجمع العقلاء على تجاوزها!!

والتحذير ممّن يطعن في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلّم ويتّهمُ أمّهات المؤمنين بالفاحشة ويرمي بالردّة والنّفاق والكُّفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعلى رأسهم أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وأرضاهم ويدّعي للبشر صفات الخالق جلّ وعلا من معرفة الغيب والقدرة على الإحياء والإماتة والنفع والضر وجلب الخير ودفع الشرّ والتصرّف في درّات الكون وإباحة التمتّع بالرضّع .. إلى غير ذلك ممّا هو مدوّن في كتب الروافض المجوس من العقائد الكفرية الباطلة التي تكفي الواحدة منها للحكم على صاحبها بالكُّفر المُخرج من الملّة فكلّ هذا قد أجمعت الأمّة على تجاوزه ؟!!

أيّ أمّة هذه التي تزعمون أيّها الكذّابين الأشرار ؟!

وهل ما قام به ولا يزال يقوم به علماؤنا من فضح هؤلاء القوم والردّ على شبههم والتحذير منهم وبيان خطرهم على الإسلام والمسلمين يُعدُّ مواقف مُخزية ؟! فما هي المواقف المشرّفة عندكم وفي ميزانكم يا إخوان ؟!
أهذا موقف مُخز أو مُشرّف يا عُمي ويا صمُّ بلا آذان ؟!

جاء في مجلة ((لواء الإسلام)) العدد الأول ، السنة الخامسة والأربعون بتاريخ رمضان 141 هـ ص 39:


(والإمام حسن البنا عندما شكّل اللجنة السياسية العليا للإخوان المسلمين كان ضمن أعضائها ثلاثة من المسيحيين هم الأساتذة : لويس فروخ ، وهيب دوس ، ثابت كريم ) !!


ويقول المؤسس حسن البنا: (فأقرر أن خصومتنا لليهود ليست دينية لأن القرآن حضّ على مصافاتهم ومصادقتهم، والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية))) من كتاب ((الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ (1/ 409).

ويقول أيضاً: (إن الإسلام الحنيف لايخاصم ديناً ولا يهضم عقيدة، ولا يظلم غير المؤمنين به مثقال ذرة) (من كتاب حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية ص 163)

وقال الدكتور يوسف القرضاوي في خطبة جمعة حول التدخين: (أيها الإخوة قبل أن أدع مقامي هذا أقول كلمة عن نتائج الانتخابات الإسرائيلية:

العرب كانوا معلقين كل آمالهم على نجاح (بيريز) وقد سقط (بيريز) وهذا مما نحمد لإسرائيل، نتمنى أن تكون بلادنا مثل هذه البلادمن أجل مجموعة قليلة يسقط واحد والشعب هو الذي يحكم، ليس هناك التسعات الأربع أو التسعات الخمس النسب التي تعرفها في بلادنا 99,99% ما هذا؟!
إنَّها الكذب، والغش والخداع، لو أن الله عَرَضَ نفسَه على الناس ما أخذ هذه النسبة!! نحيي إسرائيل على ما فعلت(!!

وكلّ ما تقدّم من كلام زُعماء الإخوان يُعدُّ كُفراً بواحاً ولكنّا لا نُكفّرهم لعدم توفّر الشروط وعدم انتفاء الموانع ومن تلكم الموانع: الجهل !!

فهل بقي في ذهن أحدكم شبهة في كون الفرع تبعٌ للأصل وأنّ ما بُني على باطل فهو باطل ورحم الله من قال:

كيف يستقيمُ الظلُّ والعودُ أعوجُ ؟؟!!

ورضي الله عن الإمام مقبل بن هادي الوادعي حين قال:



إنّ للإخوان صرحاً كلّ ما فيه عفن ***** لا تسلني عمّن بناهُ إنّه الصوفي حسن.





فصل

التاريخ يعيدُ نفسه


وقد سبق إخوانَ اليوم إخوانُ الأمس في الطّعن في عُلمائنا ومشايخنا ورميهم بالعظائم حين حذّروا من الانخداع بالثورة الرافضية التي قادها المجوسي آية الشيطان الخميني فقد جاء في صحيفة ((الصباح الجديد)) الإخوانية الصادرة في -الدولة الإخوانية الصوفية- السودان يوم 17/2/1982م ما نصّه: ((بسم الله الرحمن الرحيم ..
مع تباشير النصر مشائخكذا- الخليج يستصدرون الفتاوى البترودولارية ضد الخميني.. إسلام الريالات أم إسلام القيم؟؟

أن يقف الإعلام الغربي ضد الحكومة الإسلامية في إيران فهذا شيء مألوف وأن يعارضها الشيوعيون فهذا شيء طبيعي..
ولكن لماذا يعاديها شيوخ الخليج وتحت مظلة الدين؟؟
أو بعبارة اخرى (الإسلام ضد الإسلام) ولكنه إسلام (الركون) ضد إسلام الجهاد، وإسلام العجز ضد إسلام الإستشهاد، وإسلام (الريال) ضد إسلام القيم، وإسلام (أعوان الظلمة) ضد إسلام جند الله المجاهدين، على أنهم يتمنون من اعماق قلوبهم أن تكون هذه الثورة باطلاً، وأن يكون شيوخ الخليج بقيادة ( أمير المؤمنين (اسم أحد زعماء العرب) على درب الإسلام الصحيح، لأن إسلام الدجاج الفرنسي الشهير (المذبوح وفقاً للتعاليم الإسلامية) أفضل وأجمل وأمتع من إسلام الحرب و الخندق(أ هـ .

أرأيت أخي الكريم هذه العبارات الطاعنة في نيات مشايخنا والتهم الباطلة التي أُلصقت بهم !!
لستُ أدري أتعمّد الإخوان استعمال لفظ (مشائخ) بدل (مشايخ) أم أنّها زلّة قلم ؟! والفرق بين الأوّل والثاني هو أنّ (مشائخ) جمعٌ فيه همزٌ ولمزٌ !! بخلاف الثاني.

أين أنتم يا دُعاة اللين والرفق في الدّعوة والتعامل مع المُخالفين ؟!
أين أنتم من هذا الكلام ؟!
أين أنتم ورموزكم وأقطابكم يتّهمون شيوخنا بسوء النّية والمقصد؟! ولمصلحة من ؟ الثورة الإيرانية ! التي يقودها ذلك الشاذّ جنسياً مُغتصب البنات القاصرات؟
لماذا لا تثورون إلا علينا إذا استعملنا الشدّة على مُخالفينا(لم تقولن ما لا تفعلون، كبُر مقتاً أن تقولوا ما لا تفعلون))

فصل

الإخوان والتهوين من عقائد الضلال والكفران



أمّا قول نائب مُرشد الجماعة إلى الضلال محمّد حبيب: (أما ما يتكلمون فيه فهو موقف فكري يمكن أن نناقشه بعد أن تهدأ الحرب) فهو يقصد بذلك عقائد الشيعة الرافضة الشنيعة من القول بالبداءة على الله تعالى والقول بالرجعة للأئمّة وإضفاء صفات الربوبية على أئمّتهم وسبّ الصحابة وتكفيرهم و و و

فهذه العقائد والأصول الثابتة عند الروافض تُسمّى عند الإخوان المجرمين : (مواقف فكرية)!!! يمكن مناقشتها بعد أن تنتهي الحرب !! وقد سمّاها سليم العوا وهو إخوانيٌّ حليق يلبس البدلة الإفرنجية وصليب العنق- في كتاب له صدر مؤخّرا للتقريب بين المجوس وأهل السنّة وقفتُ عليه منذ حوالي أسبوعين لا أذكر عنوانه بالضبط، سمّى سبّ الصحابة في عقيدة الروافض مسلكاً وليس عقيدة.

فكما أنّ مسلكنا حبّ الصحابة والترضي عنهم فإنّ مسلكهم لعنهم وتكفيرهم !!

بل قد قال محمد الغزالي في كتابه (ظلام من الغرب ص:253) ما نصه: (وسمعت في مصر من يرى أن الفرس كفاراً لأنهم يلعنون الشيخين الجليلين: أبا بكر وعمر رضي الله عنهما!! .. ولو ذهبت استقصي قالة السوء التي يتقاذف الناس بها لأعياني العد).


فتكفيرُ من لعن الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما من قالة السوء ؟! فأيّ ضلال بعد هذا ؟!
وأيّ تمييع للعقيدة بعد هذا ؟!
وأيّ ولاء وبراء في قلب من يقول مثل هذا ؟!
وليس يخفى عليك -إن شاء الله- أخي القارئ تلك الطعون الجائرة التي نالت عرض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم من سيّد قطب الإخواني كما هو مدوّنٌ ومُسجّلٌ في كتابيه ((العدالة الجتماعية في الإسلام)) و ((كتب وشخصيات)) فهي والله وصمة عار على جبين الإخوان المُسلمين لا يمحيها ماء البحر !!

وقد كافأت إيران سيّداً بأن وضعت صورته على طابع بريدي رسمي للبلاد .. فهنيئا له هذا الشرف !!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في آخر صفحة من الصارم المسلول على شاتم الرسول: (وأمّا من جاوز ذلك إلى أن زعم أنّهم ارتدّوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلا نفراً قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفساً، أو أنّهم فسّقوا عامّتهم، فهذا لا ريب أيضاً في كفره) (الصارم المسلول على شاتم الرسول ص 375 مؤسسة الرسالة ناشرون).


وقال الإمام ابن كثير في تفسيره لسورة الفتح عند قوله تعالى: (محمّد رسول الله والذين معه) الآية:


(ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمه الله في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال: لأنهم يبغظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية و وافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك) أهـ


ففي كلام الإمام ابن كثير رحمه الله أمرين:
الأوّل: تعريف الروافض وهم الذين يسبّون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
الثاني: تكفير الإمام مالك رحمه الله وطائفة من العلماء للروافض وإقرار الإمام ابن كثير لذلك.

ومع ذلك نجد اسماعيل الشطي وهو أحد منظّري الإخوان المسلمين في الكويت ورئيس تحرير مجلة (المجتمع) اللسان الناطق للإخوان المسلمين ، يقول في مقالٍ كتبه في مجلة (المجتمع) عدد:455 بعنوان (الثورة الإيرانية في الميزان):
(وبما أن الشيعة الإمامية من الأمة المسلمة و الملة المحمدية فمناصرتهم وتأييدهم واجب إن كان عدوهم الخارجي من الأمم الكافرة و الملل الجاهلية .. فالشيعة الإمامية ترفع لواء الأمة الإسلامية و الشاة يرفع لواء المجوسية المبطن بالحقد النصراني اليهودي.. فليس من الحق أن يؤيد لواء المجوسية النصرانية اليهودية ويترك لواء الأمة الإسلامية) اهـ

فأيّ عناد بعد هذا العناد وأيّ مخالفة للعلماء بعد هذه المخالفة ؟!

وإن تعجب فاعجب من كلام الشيخ محمّد الغزالي التالي:
قال في كتابه(كيف نفهم الإسلام) يعني إسلام جماعة الإخوان فتنبّه!- ص: 142 :
(ولم تنج العقائد من عقبى الاضطراب الذي أصاب سياسة الحكم وذلك أن شهوات الاستعلاء و الاستئثار أقحمت فيها ما ليس منها فإذا المسلمين قسمان كبيران (شيعة وسنة) مع أن الفريقين يؤمنان بالله وحده وبرسالة محمد صلى الله عليه وسلّمولا يزيد أحدهما على الآخر في استجماع عناصر الاعتقاد التي تصلح بها الدين وتلتمس النجاة!!)

لستُ أدري والله إلى أيّ شيء كان يدعو هذا الغزالي طيلة خمسين سنة أو يزيدون ؟!

وفي ص:143 من نفس الكتاب يقول الغزالي:
(وكان خاتمة المطافأن جعل الشقاق بين الشيعة و السنة متصلاً بأصول العقيدة!! ليتمزق الدين الواحد مزقتين وتتشعب الأمة الواحدة- إلى شعبتين كلاهما يتربص بالآخر الدوائر بل يتربص به ريب المنون، إن كل امريء يعين على هذه الفُرقة بكلمة فهو ممن تتناولهم الآية (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون).

فياعجبا من الغزالي ! كيف يُنزل هذه الآية في غير منزلتها ويؤوّلُها على غير حقيقتها .. آأهل السنّة السلفيون هم الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيَعا !! مالكم كيف تحكمون !! أين عقولكم يا قوم !!

وفي ص: 144-145 من الكتاب المهزلة يقول الغزالي :
(فإن الفريقين يقيمان صلتهما بالإسلام على الإيمان بكتاب الله وسنة رسوله فإن اشتجرت الآراء بعد ذلك في الفروع الفقهية و التشريعية فإن مذاهب المسلمين كلها سواء في أن للمجتهد أجره أخطأ أم أصاب)!!


وأنا أسأل سماحته: أفي العقيدة اجتهادا ؟!
وأيّ أجر يناله من يقول بتأليه البشر وتكفير خير البشر بعد الأنبياء والرسل ؟!
أيّ أجر يناله قوم يفتتحون حديثهم بلعن أبي بكر وعمر ؟!
أيّ أجر يناله من يقول إنّ القرآن الذي بين أيدينا أُسقطت منه آيات أو كلمات ؟!
أيّ أجر يناله من يتقرّبُ إلى الله بالكذب ويجعله أي الكذب- تسعة أعشار دينه ؟!
أيُّ أجر يناله من يصفُ أمّهات المؤمنين بصفات البغايا والعاهرات ؟!

أترى الغزاليَّ يعذرني إن وصفتُ إحدى قريباته بعشر ما وصف به الروافض أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلّم ؟!

ثم يواصل الغزالي مهزلته فيقول:
(إن المدى بين الشيعة و السنة كالمدى بين المذهب الفقهي لأبي حنيفة و المذهب الفقهي لمالك أو الشافعي) ، ثم يختم الغزالي كلامه بقوله:
(ونحن نرى الجميع سواء في نشدان الحقيقة وإن اختلفت الأساليب) أهـ

يقول الشيخ أحمد بن سيف العجمي معلّقا على كلام الغزالي السالف:
(ونحن نقول : إذا كان هذا هو رأي واعتقاد الشيخ محمد الغزالي أحد الدعاة الكبار بل لعله أكبر داعية ومفكر في الإخوان المسلمين منذ نشأتهم وإلى اليوم،و الذي عاصر حسن البنا وجميع مرشدي الإخوان إلى اليوم و الذي كان مؤهلاً لتسلم قيادة الإخوان بعد الإمام [هكذا بالأصل] حسن البنا،
ونقول: إذا كان هذا هو اعتقاده في الشيعة وأنهم يؤمنون بالقرآن و السنة(كذا) وأنه لا فرق بينهم وبين أهل السنة إلا كالفرق بين مذهب الحنفية و الشافعية .. إذا كان هذا هو معتقد الشيخ الغزالي ورأيه فعلى الإخوان المسلمين العفاء.. فمعلوم لكل طالب علم صغير درس شيئاً من العقائد وعلم أصول الشيعة ومعتقدها وتطورها الفكري و السياسي أنهم فرقة خارجة عن كل أصول الدين وأنهم يختلفون مع أهل السنة في كل صغيرة و كبيرة) اهـ

(وقفات مع كتاب للدعاة فقط).


وأنصحُك أخي القارئ الكريم بالرجوع إلى كتاب(كشف موقف الغزالي من السنّة) للإمام الجهبذ ربيع بن هادي المدخلي لتعرف المخبوء من شخصية الغزالي.





فصل

وشهد شاهد من أهلها


أقول لهذا العوا: يا مسكين لقد سبقك إلى مُناقشة هذه المواقف الفكرية (!) رجلٌ من جماعتك ومن سلفك الطالح وهو مُصطفى السباعي فقد بذل هذا الأخير عدّة مساع مع بعض أصحاب العمائم في الحوزات الشركية في إيران في مسألة التقريب كما تطمحون إليها وسعى لعقد مؤتمر إسلامي للتقريب بين ما سمّاهُ بالمذهبين.

وفعلا فقد التقى السباعي بعض أصحاب العمائم المجوس وكان منهم الرافضي المدعو: عبد الحسين شرف الدّين الموسوي. فوجدهُ السباعيُّ مُتحمّساً لفكرة التقريب بين أهل السنّة وبين الشيعة الروافض مؤمناً بها داعياً إليها.
فسُّرَّ السباعي جداً بهذا الموسوي وظنّ أنّ حُلُم البنا قد بدأ يتحقّق على أرض الواقع ولكنّ الحلم الوردي سَرعان ما تلاشى حين أصدر ذلك المجوسي عبد الحسين الموسوي كتاباً قبيحاً بغيضاً يسبُّ فيه أبا هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلّم وشيخ أصحاب الحديث رضي الله عنه وعنهم أجمعين ويكل إليه التّهم ويصفه بأبشع الأوصاف!


وقد دوّن السباعي ما جرى له مع الموسوي وغيره في كتابه (السنّة ومكانتها في التشريع).


بل قد كتب أحد دُعاتكم -وهو سعيد حوى- كتاباً يحذّر فيه من الشيعة عموما ومن الخميني خصوصاً أسماهُ (الخميني شذوذ في العقائد شذوذ في المواقف) قال فيه:

(ولم تزل الأمة الإسلامية تتقرب إلى الله بحب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنه عبر شعار حب آل البيت وجد التشيع الشاذ الذي ظهر عبر التاريخ بعقائد ومواقف خطيرة خائنة .

وعندما انتصر الخميني ظن المخلصون في هذه الأمة أن الخمينية إرجاع للأمر إلى نصابه في حب آل بيت رسول الله وتحرير التشيع من العقائد الزائفة والمواقف الخائنة ، خاصة وأن الخميني أعلن في الأيام الأولى من انتصاره أن ثورته إسلامية وليست مذهبية ، وأن ثورته لصالح المستضعفين ولصالح تحرير شعوب الأمة الإسلامية عامة ولصالح تحرير فلسطين خاصة .

ثم بدأت الأمور تتكشف للمخلصين ، فإذا بالخميني هذا يتبنى كل العقائد الشاذة للتشيع عبر التاريخ ، وإذا بالمواقف الخائنة للشذوذ الشيعي تظهر بالخميني والخمينية ، فكانت نكسة كبيرة وخيبة أمل خطيرة(.

وقال فيه أيضاً: (وهكذا يجتمع في الخمينية عقائد شاذة ومواقف شاذة ، فيحيي بذلك الشذوذ العقدي عند الشيعة والمواقف الشاذة عندهم ، وكلُّ ذلك على حساب الإسلام والمسلمين ، ومن هاهنا أصبحت المواقف الخمينية خطراً ماحقاً على هذه الأمة ، لا يجوز لأهل الرأي والفكر أن يسكتوا عنها وعن أهدافها القذرة وأساليبها الماكرة ، ولقد ظهرت المواقف الشاذة للخمينية في أمور متعددة آن الأوان للتنبيه عليها والتحذير منها) اهـ

فهلا اتّعظ القوم بما جرى لأحد أقطابهم ؟!!

فصل

دعوة إلى ترك الثناء على أهل البدع


وهلا اتّعظ الشيخ ابن جبرين وانتهى عن تزكيته لجماعة الإخوان المسلمين كما هو مشهور عنه ومُدوّنٌ على موقعه الرسمي ؟! فإنّه لم يلق من الإخوان إلا السبّ والشتم والاتهامات الباطلة !وهو مُصطفى السباعي خوان المجرمين.

جاء في موقع الشيخ ابن جبرين الرسمي على الشبكة العالمية السؤال التالي برقم (5756):

س: ما هو حكم الشرع في الإخوان، والصوفية، والشيعة، والأشعرية؟

الجواب: (أما الإخوان المسلمون فإنهم من أهل الخير إذا كانوا على طريقة أهل السنة لا يدعون الأموات ولا يتركون العبادات ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولو حصل من بعضهم شيء من النقص في الأعمال، وأما الصوفية المتأخرون فإنهم غلوا في الأولياء وأسقطوا عنهم التكاليف وعبدوهم مع الله فهم بذلك مشركون مطيعون لغير الله في معصية الله، وأما الشيعة فهم الرافضة يدَّعون أنهم شيعة علي أي أحبابه ويدَّعون أنهم يوالون أهل البيت وقد كذبوا فهم يعادون زوجات النبي وعمه العباس وسائر أقاربه من بني هاشم الذين هم من أهل البيت، ويقصرون أهل البيت على علي وفاطمة وابنيهما وذريتهما ويسبون بقية الخلفاء ويطعنون في القرآن ويدعون غير الله، وقد كفروا بذلك، وأما الأشعرية فيدعون أنهم على عقيدة أبي الحسن الأشعري مع أن الأشعري رحمه الله قد تاب من هذه العقيدة والتزم معتقد أهل السنة وتابع الإمام أحمد وأتباعه الآن على مذهب الكُلابية وهم مُبتدعة ينكرون أكثر الصفات. والله أعلم).


قلتُ: اللهم أرنا الحقّ حقاً وارزقنا اتّباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ..

وانظر يا هداك الله إلى ما قاله المدعو يوسف ندا مفوض العلاقات الدولية بجماعة الاخوان سابقا واصفا كُتّاب وناشري المؤلفات التي تهاجم المسلمين الشيعة على حدّ تعبيره- !! بالموتورين أو المفتونين أو الجاهلين أو سياسيين منتفعين باعوا دينهم للسلطان!!

وللشيخ ابن جبرين كتب ورسائل ينصُّ فيها على تكفيره للشيعة الروافض ! وقد مرّ بك قوله في فتواهُ عن الروافض (وقد كفروا بذلك)

كما نعت الإخواني يوسف ندا الآراء والفتاوى التي تستهدف الشيعة بالتزمّتوالتعنت وضيق الأفق !!
نافيا في الوقت نفسه تهمة "الغلو" عن الشيعة !!
واعتبرندا في مقالة نشرها موقع "اخوان أون لاين" أن نسبة الشيعة إلى ابن سبأ "من أفظع الجنايات" معللا بأنه لم يثبت في التاريخ المحقق ما اذا كان لإبن سبأ وجود حقيقي أمأنه كان أسطورة الصقت بالشيعة !!

ورفض ندا تكفير بعض علماء السنة للشيعة ووصفهم بالرافضة والمبتدعة!!

مضيفا القول أنه لا يجوز تكفير من يتعبدبأحد المذاهب الإسلامية الخمسة (المذاهب الأربعة والمذهب الشيعي) وإخراجه عن الملة بآراء أو تفاسير أو قياسات من صُنع البشر على حد تعبيره!!


وأوضح (!) "بأن المسلميمكن أن يتعبّد بأحد الطقوس المحددة في هذه المذاهب الخمسة" معللا بأن الخلاف بين المذاهب الاسلامية في الفروع لا يخرج من الملة!!

ورفض ندا الالتزام بآراء ابن تيمية وابن القيم في طاعة ولي الأمر وقال بأن تلك الآراء أصبحت سيفًا يستعمله الطغاة مغتصبو الحكم بتنصيب أنفسهم أولياء لأمر المسلمين هم وذرياتهم!!

كما أرجع ما وصفها بالمشكلة الشيعية إلى "خلاف سياسي" بشأن الولاية والإمامة وليس على قواعد الدين وأصوله !!

مشيرا إلى أن الإمام علي ومن سبقه من الخلفاء استطاعوا أن يحتووا الخلاف إلى أن عاد وتصاعد "سياسيا" في عهود بني أمية وبني العباس ضمن حروبهم على آل البيت!!


وختم بأن الاختلاف الذي بدأ سياسيا يجب أن يحل سياسيا )لا بالاتهامات الشرعية واستبعاد قوم وإخراجهم من الملة وأنه لابد من قبول الرأي والرأي الآخر)


يذكر أن ندا المحكوم عليه غيابيا بالسجن عشر سنوات يقيم خارج مصرمنذ عام 1960 ويعد من قيادات الصف الأول وقد تولى مسئولية التنظيم الدولي للإخوان لسنوات طويلة.

وتأتي تصريحات ندا بعد نحو اسبوعين من فتوى أطلقها الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية بجواز التعبد على المذهب الشيعي مؤكدا أنه لا فرق بين سني وشيعي !! انتهى بتصرّف من شبكة الراصد الإخبارية 20 / 2 / 2009م








فصل


ومن يأخذُ دينه من الكذّابين ؟!


قلتُ: لا عجب أن يفتي علي جمعة بهذا بل بأكثر من هذا فقد سمعتُهُ كما سمعه الملايين وهو يزعُمُ أنّه رأى النّبي صلى الله عليه وسلّم يقظة لا مناماً !! وأنّه اجتمع به وكلّمه!!


وهذا دجلٌ لا يحتاجُ منّي إلى تعليق فمن ذا الذي يُصدّقُ مثل هذا الكلام ؟! ومن ذا الذي يأخذُ دينه من الكذّابين والمُخرّفين ؟!



فصل

الخميني يؤكّدُ تحريف كتاب ربّ الأرباب


وممّا لفت انتباهي في كتاب سليم العوا الذي حاول فيه تجسيد حلم حسن البنا هو الآخر على أرض الواقع أنّه زعم أنّ شيعة هذا الزمان لا يقولون بتحريف القرآن وأنّ علماءهم المعاصرين ينفون هذا عنهم ويسعون إلى حذف الروايات التي نقلها أسلافهم والتي مفادها أنّ الشيعة الإمامية يعتقدون اعتقادا جازماً أنّ القرآن الذي بين أيدينا اليوم قد تعرّض للتحريف بالزيادة والنّقصان !!!

ولستُ أدري من الذي سمح لهذا الإخواني بالكلام فيما لا يُحسنه ولا يُتقنه؟!

أقول: اعلم رحمك الله أنّ تحريف القرآن العظيم عقيدة ثابتة الأركان عند الشيعة الإمامية لا يُنكر ذلك إلا مُكابر فقد ألّف علامتهم وإمامهم النوري الطبرسي كتابا أطلق عليه اسم (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) ذكر فيه ألفي رواية يطعن بها بكتاب الله حتى قال أن في القرآن آيات سخيفة
ولم ينكر عليه أحد من أصحاب العمائم بل كافئوه حين مات بأن دفنوه في بقعة مقدسة عندهم في الصحن الرضوي
وكثير من علمائهم قال بالتحريف والزيادة والنقصان ونذكر على سبيل المثال لا الحصر :
1- شيخهم المفيد محمد بن النعمان: في كتابه أوائل المقالات صفحة 91
2- أبو الحسن العاملي : وذكر ذلك في المقدمه الثانية لتفسير مرآة الأنوار ومشكاة الاسرار ص 36 وطبعت هذه كمقدمه لتفسير البرهان للبحراني
3- نعمة الله الجزائري : في كتابه الأنوار النعمانية ج 2 ص 357
4- محمد باقر المجلسي في شرحه لحديث هشام بن سالم في كتاب مرآة العقول الجزء الثاني عشر ص 525
5- سلطان محمد الخراساني : في كتاب تفسير (بيان السعادة في مقامات العبادة) مؤسسة الأعلمي ص 19
6- علامتهم السيد عدنان البحراني : في كتاب مشارق الشموس الدرية- منشورات المكتبه العدنانية - البحرين ص 126.
7- علي بن إبراهيم القمي : في تفسير القمي ج1/36 ط دار السرور بيروت
8- علامتهم ومفسرهم الفيض الكاشاني في كتابه تفسير الصافي تفسير الصافي - منشورات مكتبة الصدر - طهران - ايران ج1 ص13 وص 40 ، وأيضا تفسير الصافي 1/49 منشورات الاعلمي ـ بيروت ، ومنشورات الصدر طهران
9- أحمد بن منصور الطبرسي : في كتابه الإحتجاج : الاحتجاج للطبرسي منشورات الأعلمي - بيروت - ص 155 ج1، 1/249 ، 1/253 ، 1/254
10- علامتهم يوسف البحراني : الدرر النجفيه للعلامه المحدث يوسف البحراني مؤسسة آل البيت لاحياء التراث ص 298.
11- ميرزا حبيب الله الهاشمي الخوئي : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغه مؤسسة الوفاء - بيروت ج 2 المختار الاول ص214 ، ص 217 ، ص 220
12- الميثم البحراني : شرح نهج البلاغه لميثم البحراني : ص 1 جـ11 ط ايران [استفدتُ من بحث بعنوان (تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا) لصاحبه علي الكعبي]


وإليك أخي القارئ كلاماً لإمام الروافض في عصرنا روح إبليس آية الشيطان الخميني عليه لعائن الله تترى من كتبه تؤكّد لك تدليس ذلك العوا وكذبه وضلاله.

يقول ص26:


(ولعل القرآن الذي جمعه وأراد تبليغه عليٌّ الناس بعد رسول الله هو القرآن الكريم مع جميع الخصوصيات الدخيلة في فهمه المضبوطة عنده بتعليم رسول الله).
قال الشيخ محمّد مال الله رحمه الله تعالى مُعلّقاً:
(إن الخميني لا يجرؤ أن يبيّن لنا ما هو القرآن الذي جمعه علي رضي الله عنه وهل هو المصحف أي الموجود بيننا أم أن هناك قرآناً آخر.
ولكن قوله: (ولعل القرآن الذي جمعه وأراد تبليغه على الناس)
إشارة واضحة ويقينية عند الخميني إلى ما رواه الطبرسي في كتاب الاحتجاج[نقلاً عن تفسير الصافي للفيض الكاشاني 1/15 طبع طهران 1374ه‍ وانظر كتابنا "الشيعة والقرآن":


(في جملة احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام مع جماعة من المهاجرين والأنصار: أن طلحة قال له عليه السلام في جملة مسائلة عنه:
يا أبا الحسن شيء أريد أن أسألك عنه، رأيتك خرجت بثوب مختوم فقلت: أيها الناس لم أزل مشتغلاً برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بغسله وكفنه ثم اشتغلت بكتاب الله حتى جمعته، فهذا كتاب الله عندي مجموعاً، لم يسقط عني حرف واحد.

ولم أرد ذلك الذي كتبت وألفت.

وقدر رأيت عمر بعث إليك: أن أبعث به إليّ.

فأبيت أن تفعل.

فدعا عمر الناس فإذا شهد رجلان على آية كتبها وإن لم يشهد عليها غير رجل واحد أرجاها فلم يكتب.

فقال عمر: وأنا أسمع: أنه قتل يوم اليمامة قوم كانوا يقرؤون قرآناً لا يقرأه غيرهم فقد ذهب وقد جاءت شاة إلى صحيفة وكتاب يكتبون فأكلتها وذهب ما فيها.

والكاتب يومئذ عثمان.. وسمعت عمر وأصحابه الذين ألفوا ما كتبوا على عهد عمر وعلى عهد عثمان يقولون: أن الأحزاب كانت تعدل سورة البقرة وأن النور نيف ومائة آية. فما هذا؟
وما يمنعك يرحمك الله أن تخرج كتاب الله إلى الناس وقد عمد عثمان حين أخذ ما ألف عمر فجمع له الكتاب وحمل الناس على قراءة واحدة فمزق مصحف أبي بن كعب وابن مسعود [انظر كتابنا "مفتريات الشعية على عثمان" من سلسلة "مفتريات الشيعة على الصحابة والرد عليها" وأحرقهما بالنار.

فقال له علي: يا طلحة إن كل آية أنزلها الله عز وجل على محمد صلّى الله عليه وسلّم وكل حلال وحرام أو حد أو حكم أو شيء تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة مكتوب بإملاء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وخط يدي حتى أرش الخدش.


قال طلحة: كل شيء من صغير أو كبير أو خاص أو عام كان أو يكون إلى يوم القيامة فهو عندك مكتوب؟
قال: نعم وسوى ذلك أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أسر إلي في مرضه مفتاح ألف باب من العلم يفتح كل باب ألف باب ولو أن الأمة منذ قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم اتبعوني وأطاعوني لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم. وساق الحديث إلى أن قال:
(فقال طلحة: لا أريك يا أبا الحسن أجبتني عما سألتك عنه من أمر القرآن ألا تظهره للناس؟

قال! يا طلحة عمداً كففت عن جوابك. فخبرني عما كتب عمر وعثمان أقرآن كله أم فيه ليس بقرآن؟

قال طلحة: بل قرآن كله. قال إن أخذتم بما فيه [أي القرآن الذي جمعه علي رضي الله عنه.] نجوتم من النار ودخلتم الجنة. فإن فيه حجتنا وبيان حقنا وفرض طاعتنا.

قال طلحة: حسبي أما إذا كان قرآناً فحسبي.
ثم قال طلحة: فأخبرني عما في يديك من القرآن وتأويله وعلم الحلال والحرام إلى من تدفعه ومن صاحبه بعدك؟
قال عليه السلام: إن الذي أمرني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن أدفعه إليه وصيي وأولى الناس من بعدي بالناس ابني الحسن ثم يدفعه إلى ابني الحسين ثم يصير إلى واحد بعد واحد من ولد الحسين حتى يرد آخرهم على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حوضه مع القرآن لا يفارقونه والقرآن لا يفارقهم إلا أن معاوية وابنه سيليانها بعد عثمان ثم يليها سبعة من ولد الحكم بن أبي العاص واحداً بعد واحد تكملة اثني عشر إمام ضلالة وهو الذي رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على منبره يردون الأمة على أدبارهم القهقرى منهم من بني أمية ورجلان [يقصد أبو بكر وعمر رضي الله عنهما] أسسا ذلك[اغتصاب الخلافة والإمامة من الأئمة المعصومين.]لهم وعليهما مثل جميع أوزار هذه الأمة إلى يوم القيامة.

وأيضاً ما ذكره الكاشاني في تفسري 1/27: وفي رواية أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه لما توفي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جمع علي عليه السلام القرآن وجاء به إلى المهاجرين والأنصار لما قد أوصاه بذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم [أي المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم] فوثب عمر قال: يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه.

فأخذه علي عليه السلام وانصرف.
ثم أحضر زيد بن ثابت وكان قارئاً للقرآن فقال له عمر: إن علياً عليه السلام جاءنا بالقرآن وفيه فضايح المهاجرين والأنصار وقد أردنا أن تؤلف لنا القرآن وتسقط منه ما كان فيه فضيحة وهتك المهاجرين والأنصار. [معنى هذا أن عند زيد رضي الله عنه نسخة من قرآن علي الذي جمعه والشيعة تدعي أن علي وحده هو الذي عنده القرآن الصحيح. فما هو تفسير الإمام الخميني( دام ظله) فإن عقلي لا يتسع لمثل هذه التناقضات]


فأجابه زيد إلى ذلك. ثم قال: إذا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد بطل كل ما زعمتم؟
فقال عمر: فما الحيلة؟
قال زيد: أنتم أعلم بالحيلة.
فقال عمر: ما الحيلة دون أن نقتله ونستريح منه.
فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر على ذلك.
ولما استخلف عمر سأل علياً أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم.
فقال يا أبا الحسن إن كنت جئت به إلى أبي بكر فأت به إلينا حتى نجتمع عليه.
فقال علي عليه السلام هيهات ليس إلى ذلك سبيل إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم وتقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا ما جئتنا به. إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي.
فقال عمر: فهل وقت لإظهاره معلوم؟ قال علي عليه السلام: نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه فتجرى السنة به.. اهـ من (موقف الخميني من أهل السنة للشيخ محمد مال الله رحمه الله)



فهذا القرآن الذي يقصده الخميني ولكن لا يجرؤ على الإفصاح به لكيلا يتهم أنه من الذين يرون تحريف القرآن.
ولكن أبى الله إلا أن يفضح أعدائه فقد صرّح الخميني في كتابه (القرآن باب معرفةالله ص 50 دار المحجّة البيضاء، دار ومكتبة الرسول الأعظم) بوقوع التحريف في الكتب السماوية بما فيها القرآن الكريم ..
قال عليه لعائن الله: (وهذه إحدى معاني التحريف التي وقعت في جميع الكتب الإلهية والقرآن الشريف وجميع الآيات الشريفة قد وضعت في متناول البشر بعد تحريفات عديدة بحسب المنازل والمراحل التي طواها من حضرة الأسماء إلى عوالم الشهادة والملك الأخيرة. وعدد مراتب التحريف يتطابق مع عدد بطون القرآن، طابق النّعل بالنّعل).



وفي الأخير أختم هذا الموضوع بكلام الشيخ العلامة إحسان إلهي ظهير رحمه الله رحمة واسعة وهو الأسد الذي اغتالته أيدي من يدعوهم حزب الإخوان إلى التقارب ونسيان الماضي وطيّ صفحاته والتعاون في سبيل حرب الكيان الصهيوني والإلحاد الغربي زعموا- وخطّتهم في ذلك وشعارهم كما قال كبيرهم يوسف القرضاوي: (وليس المقصود بالتقارب أن يصبح السنّي شيعياً أو الشيعي سنّياً ولكن نتعاون فيما اتّفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه).

وكما قال صغيرهم طارق السويدان: (يكفينا أن نفهم بعضنا، يكفينا أن نتعاون فيما اتفقنا عليه، ونتحاور فيما اختلفنا فيه، ونحاول أن نصل إلى الحق فيما اختلفنا فيه).


وقال: (ليش ما نحط أيدينا مع بعض ونتعاون على هذا الفجور الموجود في البلد؟! ، هذا الذي ندعوا إليه ، وفي نفس الوقت نتعاون فيما نحن متفقين عليه دون اشتراط أن نتفق على كل شي !! ، لأن هذا الشرط باطل ، وهذا الشرط سيجعل الحوار والتعاون معدوم (

قال الشيخ إحسان أسكنه الله فسيح جنّاته في مقدّمة كتابه (بين السنّة والشيعة، ردّا على الدكتور وافي):



لقد كان المفروض أن يتنبه المسلمون، وشبابهم بالذات، إلى مفاسد هؤلاء الناس، وقبائحهم، وشنائع عقيدتهم، وفضائحهم التي ارتكبوها ضد المسلمين في مختلف العصور والدهور، وإن ما يجري الآن ضد المسلمين السنة في إيران من المظالم والاضطهادات راجع إلى أنهم لا يؤمنون بما يعتقده القوم، ومخالفتهم عقائدهم وأفكارهم التي يحملونها تجاه القرآن وحفظته، ونقلة سنته، وحاملي رايات الإسلام المظفرة المنصورة.

نعم! ينبغي أن يكون هذا هو مقصد علماء السنة وكتّابهم لينبهوا من كان غافلاً، ويعلموا من كان جاهلاً، ويزيدوا معرفة من كان بصيراً، بدل أن يقربوا إليهم عقائدهم، وليهونوا عليهم مساويهم، ويحيبوا إليهم أضاليلهم وأباطيلهم، بل إنه يجب على علماء مصر عامة، وعلى علماء الأزهر خاصة لما لهم من مكان القيادة الفكرية؛ والصدارة العلمية في العالم العربي بالذات أن يقوموا بتبصير الناس بأمر الشيعة الذين بدأ خطرهم يزداد ويكبر، بعد تربع التشيع على عرش إيران، ووضع جميع الإمكانات والوسائل في سبيل نشره وتصديره خارج إيران، وإلى البلدان الإسلامية السنية خاصة، وبعد انخداع كثير من الشباب المسلم بثورتهم لعدم معرفتهم بحقائق الأمور وخفاياها، وأنها ثورة التشيع لا ثورة الإسلام، وأنها ثورة شيعية لا ثورة إسلامية، وبتعبير صحيح وصريح أكثر: إنها ثورة شيعية على الإسلام، تريد ابتلاع المسلمين خارج إيران، وإذابتهم داخلها، وكل من يتتبع أحداث إيران اليوم ووقائعها، يدرك تماماً ماذا يقصده القوم، وإلى ماذا يهدفون.

فالمظالم التي تصب على الأكراد، والفضائح التي ترتكب في بلوشستان، والدماء التي تراق في عربستان، والاعتقادات الواسعة التي تجري في تبريز وما حولها، ليست إلا وسيلة لإبادة أهل السنة نهائياً، أو لدمجهم في صفوف الشيعة دمجاً كاملاً.

ولم يأت على أهل السنة من المسلمين في إيران زمان أشد وطأة وأثقل ضربة من هذا الزمان، ولا أصعب وأعسر في الحفاظ على دينهم ومعتقداتهم، إلا ما نقل عن الصفويين، ولعله لم يكن ذاك الزمان يضاهي هذا الزمان ويوازيه، في ظلمه وقسوته، حيث لم يكن آنذاك وسائل الإبادة والتدمير كهذه، كما لم يكن سلب الأبناء من الآباء لإيداعهم المدارس الشيعية ومراكز التشيع من الصغر، كي لا يبقى عندهم أدنى معرفة وإلمام بمذهبهم، ومعتقداتهم.

وما أشد بؤسهم وأسوأ حالهم لأن العالم الإسلامي السني في غفلة عما يجري على إخوانهم في إيران، وإنهم لصم وعمي عن صيحاتهم ونداءاتهم المتكررة لنصرتهم وإغاثتهم، وذلك أن القوم اجترءوا على غزو السنة خارج إيران، وفي بلدانهم، وعقر دارهم، وملئوا مدنهم وقراهم بمنشوراتهم الزائفة وكتبهم المزيفة، وزاد الطين بلة أنهم بدل أن يجدوا مواجهة من قبل علمائهم، لصد تيارهم الجارف، وصد هجومهم السافر، وجدوا ضمائر مبيعة، وأقلاماً رخيصة، وعقولاً مخدوعة إلا من رحم ربك، فطاروا مرحاً ونشاطاً وفرحاً وسروراً، وسهلت عليهم مهمتهم، وقربت إليهم أمنيتهم، فشمروا عن ساق الجد، واأسفا على تحقيق باطلهم، وتقاعس أهل الحق لتثبيت حقهم، والدفاع عن حوزة حرماتهم وعقائدهم.

فهل من مبصر يتبصر، وعاقل يتعقل، وعالم يعلم أنه لا يوجد في إيران كلها شخص واحد يستطيع أن يدعو الناس إلى السنة وعقائدهم، ولا من يقدر أن يمنع الشيعة عن غلوائهم في القدح والطعن في القرآن والسنة، وأصحاب رسول الله المبشرين بالجنة، وأزواجه أمهات المؤمنين بشهادة القرآن، بدل أن يدعوهم إلى التقارب والتحابب إلى أهل السنة، وإظهار القول بأن مذهبهم لا يخرج في أهم أوضاعه عن حيز الاجتهاد المسموح به؟!

فيا علماء مصر! رحمكم الله ألا تخبرون الناس بما يكنه القوم في صدورهم من حقد وضغن وغل لهذه الأمة المجيدة وأسلافها؟
وما يكتمونه من البغضاء والعداء لتعاليم شريعتها الصحيحة، وإرشاداتها المستقيمة، الخالية من شوائب الشرك والوثنية، والصافية من أدران المجوسية واليهودية؟.

فهبوا يا علماء الأزهر.. بالواجب الديني والعلمي، الذي يحتم عليكم تنوير الرأي العام، وتبصير فكر المسلمين، بحقائق.. طالما خفيت على كثير من الناس، في زمن قلّ فيه المخلصون الغيورون، وعزّ فيه الوفاء، ورخص فيه بيع الضمائر والولاء.

أليس من المعقول أن يدعى إلى التقارب قوم جعلوا الشتائم والسباب ديناً، واللعائن والمطاعن مذهباً، بدل ناس يرونها من أفسق الفسوق، وأفجر الفجور، وخاصة في أكابرهم وأئمتهم حيث أنهم لا يراعون إلاّ ولا ذمة في أئمتنا وأسلافنا؟.

أليس من المحتم أن تكتب كتب، وينشر بينهم في بلادهم تبين لهم حقيقة المذهب الإسلامي السني، وقواعده وأسسه، التي عليها تركهم نبيهم وقائدهم محمد صلوات الله وسلامه عليه، ومن بعده خلفاؤه الراشدون المهديون؟.

وإنه لمن المؤسف حقاً أنهم بدلاً من أن يدعوا إلى ترك السباب والشتائم لحملة هذا الدين ورواده وقادة جيوشه المظفرة، وعساكره المنصورة الميمونة، والاعتقاد بالدستور الإسلامي، والناموس الإلهي، ورسالة الله الأخيرة إلى الناس كافة، والتمسك بسنة نبيه المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، أقواله وأفعاله وتقريراته، المنقولة عنه بواسطة أصحابه العدول، وتلامذته الصادقين المخلصين، وتجنب الإهانة والإساءة والقول الزور بدلاً من هذا كله يدعى المسلمون أهل السنة إلى ترك عقائدهم ومعتقداتهم المستقاة من كتاب ربهم، وسنة نبيهم، وترك الدفاع عن أعراض الصحابة وأمهات المؤمنين، وعن السلف الصالح، وعن بلادهم، لكي يفتحوا أحضانهم لاستقبال التشيع البشع، والشيعة الحاقدين الحانقين، ويدفعوا شبابهم وأبناءهم إلى السبئية الماكرة، واليهودية الأثيمة.


وأما نحن:

فالله يشهد إنا لا نحبهم***** ولا نلومهم إن لم يحبونا
ولا جعلنا الله من الذين يحبون من يبغضون أصحاب حبيب الله صلى الله عليه وسلّم القائل فيهم: (من أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم)
ولا من الذين يشترون الحياة الدنيا وزخارفها، وأموالها الفانية، وشهرتها البائدة، ومديح طائفة منها، ورضاهم بالآخرة الباقية الدائمة، والضلالة بالهدى، والعذاب بالمغفرة.
فالحمد لله.. لقد أدينا بعض ما يوجب علينا ديننا، ويحتم علينا ضميرنا، ويفرض علينا علمنا الضئيل، مع قلة حيلتنا، وقصور باعنا، وضعف إمكانياتنا، وبعدنا عن بلاد العروبة مهد الحضارات، وأيضاً من منزل الرسالة ومهبط الوحي، وفي بلاد أعجمية، رغم المتاعب والمشكلات التي نواجهها في الحصول على العلوم والمعارف وكتبها وخزائنها ..)) انتهى كلامه عليه رحمة الله.
هذا وصلّى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق